الطعن في براءة ألفيس- المدعي العام ينتقد "إدانة الضحية أخلاقياً"

طعنت النيابة العامة الإسبانية أمام المحكمة العليا في الحكم الصادر ببراءة لاعب كرة القدم السابق داني ألفيس، وذلك في مذكرة شديدة اللهجة انتقدت فيها المحكمة التي برأت ساحته، معتبرةً أنها "أدانت الضحية أخلاقياً" من خلال "اتهامها بالكذب". وأشارت النيابة إلى أن المحكمة اعتمدت تفسيراً "قاسياً وتعسفياً تماماً" لدليل بيولوجي جوهري في القضية.
وفي مذكرته، انتقد فيدل كادينا، المدعي العام لدى المحكمة العليا، محكمة العدل العليا في كتالونيا (TSJC) لتبرئتها ألفيس من تهمة اغتصاب شابة في برشلونة في ديسمبر 2022. وأعرب عن استيائه من تشكيك المحكمة في مصداقية الضحية، بحجة أنها دخلت بإرادتها إلى الحمام الذي شهد الأحداث مع لاعب كرة القدم السابق، بالإضافة إلى تفسيرها المغلوط للدليل البيولوجي.
وبحسب النيابة العامة، فإن دخول الشابة طواعية مع ألفيس إلى الحمام الذي وقعت فيه الجريمة "لا يمكن بأي حال من الأحوال تفسيره منطقياً على أنه قبول طوعي لأي ممارسة جنسية حدثت في الداخل، فهذا يمثل عودة بالزمن إلى الوراء، وتحديداً إلى عصور مظلمة في تقييم مسألة الموافقة". واستشهدت النيابة بوكالة الأنباء الإسبانية في هذا الصدد.
ووصفت النيابة العامة حكم محكمة العدل العليا بأنه أشبه بـ "استحضار لفرضية تعود إلى القرون الوسطى، والتي تفترض أن المرأة التي ترتضي السكر مع رجل قد وافقت ضمناً على كل ما سيحدث لاحقاً".
كما رأت النيابة أن محكمة الصلح والوساطة القضائية قد أدخلت وقائع جديدة "بشكل تعسفي" في حكمها، لم تكن موجودة في الحكم الابتدائي، الذي قضى بسجن ألفيس لمدة أربع سنوات ونصف.
ويؤكد الاستئناف المقدم من النيابة على أن رواية الضحية "تتمتع بمصداقية مطلقة"، وأن أي "أخطاء بسيطة وغير جوهرية" في أقوالها هي نتيجة "حتمية" للظروف الصعبة التي مرت بها.
وتشدد النيابة على أن الانتقاص من مصداقية الضحية لمجرد أنها دخلت طواعية من باب مجهول "ليس أكثر من تعبير واضح عن اللاعقلانية والتحيز".
وفي نظر فيدل كادينا، فإن "الألم والمعاناة" التي تعيشها الشابة "واضحة بشكل خاص في هذه القضية"، لأنها أعربت منذ البداية عن خشيتها من عدم تصديقها، وتوقعت أن تتحول المحاكمة إلى "عملية تشهير وإذلال بحقها"، وقد تنتهي ليس فقط بتبرئة ألفيس، بل أيضاً بإعلان "موافقتها على رغباته الجنسية".
وبناءً على ذلك، تطالب النيابة في استئنافها المحكمة العليا بإصدار حكم جديد يدين ألفيس بجريمة الاعتداء الجنسي، أو إعادة القضية إلى محكمة العدل العليا لتنظر فيها دائرة قضائية جديدة تتألف من قضاة آخرين غير أولئك الذين برأوا لاعب برشلونة السابق.